تعرف على القنبلة النووية وكيفية انشطارها - متعة التعلم

متعة التعلم

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الجمعة، 11 مارس 2022

تعرف على القنبلة النووية وكيفية انشطارها

 في 6 أغسطس و 9 أغسطس 1945، ولأول مرة في تاريخ العالم، تم إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، قتلت ما بين 129 ألفا و 226 ألفا، معظمهم من المدنيين.


ومنذ تلك الهجمات النووية الأمريكية الشنيعة، لم يشهد العالم استخداما آخر للأسلحة النووية، وانخفض عدد الأسلحة في الترسانات النووية للدول بشكل كبير، من ذروة بلغت 70300 سلاح نووي، في عام 1986، إلى ما يقدر بـ12700 فقط في أوائل عام 2022، وذلك ضمن جهود تقليص الأسلحة في التسعينيات.



وبينما تغير المشهد السياسي للحرب النووية بشكل كبير على مر السنين، فإن علم السلاح نفسه (العمليات الذرية التي تطلق العنان لكل هذا الغضب) معروف منذ زمن آينشتاين. فكيف تعمل القنابل النووية؟


الحديث هنا يقتصر على آلية عمل القنبلة النووية بأبسط صورة ممكنة وبإيجاز، ويمكن القول إنه في عام 1938، تمكنت مجموعة من العلماء الألمان من القيام بتجربة مخبرية أصابتهم بدهشة بالغة، فقد قاموا بإطلاق جسيمات النيترونات (وهي جسيمات دون ذرية ولها قدرة عالية على النفاذ في المواد) على نواة عنصر اليورانيوم الثقيل، ولاحظوا أنّ ما ينتج من هذا الاصطدام هو نظائر عنصر الباريوم ضمن نتائج الاضمحلال النووي.


لم تكن هذه النتيجة بالنسبة للعلماء تحمل أي معنى في بداية الأمر، فلم يكن لأحد أن يتخيل أن جسيم النيوترون الصغير بإمكانه أن يشطر نواة اليورانيوم ويحولها إلى أنوية عناصر ذرية أخف. ولكي تحمل هذه النتائج معنى فيزيائيا حقيقيا، قاموا بتشبيه نواة اليورانيوم بقطرة ماء، وأن هذه القطرة بسبب اصطدام جسم ما بها انقسمت إلى شطرين. ثمّ لاحظوا أن هذين الشطرين تنافرا عن بعضهما بسبب فعل قوة التنافر الكهربائي بينهما عند طاقات عالية تعادل 200 ميغا إلكترون فولت، ثم تساءلوا من أين أتت كل هذه الطاقة؟


لقد لاحظوا بأن كتلة هذين الشطرين تساوي خُمس كتلة البروتون الموجود في الذرة الأم (ذرة اليورانيوم)، ثم بالاستعانة بمعادلة "آينشتاين" الشهيرة للنسبية الخاصة (الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء) وجدوا أن الكتلة المفقودة إثر الانشطار تحولت إلى طاقة، وأن الناتج يساوي تماما الرقم السابق 200 ميغا إلكترون فولت.


وحديثنا هنا عن ذرّة واحدة فقط من اليورانيوم، ولو طُبّق الأمر على 1 غرام من اليورانيوم أي ما يعادل سكستليون ذرّة يورانيوم (السكستليون هو العدد 10 مرفوعا للقوى 21)، فإننا سنحصل على طاقة هائلة للغاية. ويُشار إلى أنّ القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية بلغت كمية اليورانيوم فيها 1 كيلوغرام، مما يعادل قوة 15 ألف طن من متفجرات "تي إن تي".


وفي الختام، يقول العالم الأمريكي "روبرت أوبنهايمر" رئيس "مشروع منهاتن" المسؤول عن إطلاق أول قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي: "الآن أصبحت أنا الموت، مدمر العالم"، في إشارة إلى بدء عهد القنابل النووية والكارثة التي ستحلّ على البشرية بعد هذه اللحظة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات