الصين لم تكن مخطئة في عزلتها - متعة التعلم

متعة التعلم

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الخميس، 3 مارس 2022

الصين لم تكن مخطئة في عزلتها

إذا سافرت إلى الصين أو تتواصل مع أحد ساكني أكثر الدول سكاناً في العالم فأنت تعلم جيداً أنه لا وجود عندهم لأي خدمة أو تطبيق نستخدمها للتواصل بيننا بل لا يوجد عندهم أي منصة إلكترونية معروفة مستخدمة في باقي دول العالم.



لا وجود لديهم فيس بوك، واتساب، ماسنجر، تويتر، إنستاجرام، يوتيوب، جوجل خدمات الدفع من جوجل وأبل وحتى خدمات البريد الإلكتروني المشهورة لا تعمل لديهم فكل هذه الخدمات والمنصات محجوبة من قبل الحكومة الصينية.


السبب المُعلن في ذلك هو رفض تلك الجهات لمشاركة بيانات المستخدمين الصينيين مع الجهات الحكومية ولكن هناك سبب أكبر وأهم وهو عدم الوقوع تحت رحمة شركات التقنية الغربية.


عدم إتاحة تلك الخدمات فتح الباب أما تطوير منصات محلية موازية. بدلاً من محرك جوجل هناك بايدو، بدلاً من واتساب هناك WeChat، بدلاً من أمازون هناك علي بابا وتطول قائمة البدائل التي تمتلك اليوم مئات الملايين من المستخدمين.


حمت هذه السياسة الصين من الوقوع في مصير روسيا اليوم. شركات التقنية باتت تضيق الخناق على المواطنين الروسيين لأن حكوماتهم ضد حرب روسيا على أوكرانيا. متاجر التطبيقات باتت تحذف تطبيقات المنصات الإخبارية الروسية، أبل أوقفت بيع منتجاتها في روسيا، خدمات Apple Pay و Google Pay توقفت عن العمل وتويتر، جوجل، فيس بوك ويوتيوب باتوا يحجبون أخبار الحرب من الجهة الروسية بدعوى أنها "بروباجندا حكومية" حتى خدمات استضافة المواقع الإلكترونية باتت تطرد المستأجرين الروس. لا يعرف حتى الآن كيف يمكن أن يتطور الأمر.


لا أبرر بالتأكيد حرب روسيا على أوكرانيا أو أقف في صفها بل أعرض عليكم كيف أن أوهام حرية استخدام التقنية الغربية اختفت فور تضارب المصالح وكيف أن الصين نجت بنفسها من الوقوع في هذا المأزق إذا ما تعارضت مصالحها يوماً ما مع الحكومات الغربية.


يثير موقف كل من الصين وروسيا تساؤلاً هاماً في ذهني، ما موقفنا نحن كدول عربية؟ نحن نعتمد بشكل تام على التقنية الغربية أكثر بكثير من مما تعتمد روسيا. أتخيل إذا ما تم حجب أي خدمة من التي ذكرناها في منطقتنا، ستتوقف حياة الملايين فوراً وسيصاب أضعافهم بالشلل التام.


لعل ما يحدث مع روسيا يكون جرس إنذار جديد فالجرس السابق بحجب أخبار ڡــلـــســطىــں عند وقوع اعتداء على أراضيها لم يكن كافياً لنشعر كم نحن تابعون في استخدام تقنيات ومنصات قد تتبخر فوراً من أمامنا إذا ما تضاربت مصالحنا يوماً ما!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات