كيف يَنسَجم مُصطلح "العفن" مَيدانياً مع وقتنا الحالي؟
و ما هي "الأفكار القاتلَة " التي يُرَوّجها "العفن" لصَرف الأنظار عن ضعفه؟
يقول فيلسوف الحضارة مالك بن نبي في كتابه "شروط النّهضة" :
" لا يمكن للقبيح أن يُؤسّسَ إلاّ لأفكارٍ "قبيحة"، و بالتالي لأفعالٍ قبيحة و لسلوكٍ قبيح"
هذا ما نقرأه و نسمعه يومياً في قنوات التّرويج "للعفن" : استراتجيات و تقنيات بشعة لتحريف مسار الوعي و صرف الأنظار عن الأولويات الحضارية للأمّة و توجيه الرّأي العام نحو أزمات نحن نعيشها يومياً و نتصارع معها يومياً بينما الجميع يعلم أنّها مُفتعلة و يعرف كذلك منبعها .
و لكن السؤال المطروح لمُجَمّع "العفن" هو كالتالي :
من هو المسؤول الأوّل لأزمة الزّيت التي نعاني منها جميعاً ؟
و كيف يتلذّذ "العفن" اليوم بإهانَتنا و إبتزازنا بينما كان بالأمس يتسارَع و يَتَوسّل لشراء الشركات الحكومية بدراهيم معدودة ؟
من هنا تبدأ رحلة الوعي و اليقظة و الإطّلاع على تلك "الأفكار القاتلة " التي أَوهَمَت المُواطن أن مسائل الهُوية و الحضارة ليست ضرورية للتّأسيس و لنهضة الأمّة بل هي ثانوية و فرعية تأتي بعد الأولويات و بعد "الأصل ": أولويات و أصول حدَّدَهم و أمْلاهُم علينا مُجمّع "العفن".
أفكار قاتلة مُميتَة تُروّجها قنوات المعبد العنصري لغرض الإلهاء و تحريف الصّراع الحضاري القائم إلى صراع مُستمرّ مع قارورة زَيْتٍ أبعَدَتْها عنّا أيادي لئيمة كلّما حاوَلنا الإقتراب منها، أيادي عفنة جعَلتنا نلهث وراء سرابٍ و أشياء حتى إذا إقتربنا منها زادت بعدا و إن قبضنا عليها أوهَمَتنا بشعور الإنتصار و التّفوّق : نعم "إنتصار و تفوّق" و لكن على ماذا ؟ إنتصار على قارورة زيت ؛
و لكن متى سننتصر في المعارك المصيرية؟
و متى نتفطّن لعمليات الإلهاء لخوض المعارك الحقيقية ؟معارك النّهضة و الحضارة .
لخضر بن كولة
مترجم و استاذ لسانيات سابقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق